عناوين الاخبار من المواقع الالكترونية الاخبارية

عناوين الاخبار من المواقع الالكترونية الاخبارية
اخراخبار محافظة ديالى

الخميس، فبراير 10، 2011

بيت الطين


لا يختلف اثنان على عمق حضارة وادي الرافدين وتميزها عن بقية حضارات العالم القديم تلك الحضارة التي أنارت الإنسانية بما كانت تحويه من أمور و معالم حضارية لم تكن موجودة في ذالك الوقت .وكانت من أهم الأمور التي وضعت حضارة وادي الرافدين في خارطة الحضارات الإنسانية هو اكتشافهم لفن الكتابة المسمارية على ألواح الطين، تلك الألواح الطينية البسيطة حملت أفكار امة عريقة فكان الحفاظ عليها من الأمور المهمة في ذالك الوقت حتى إنها وصلت لعصرنا هذا, وهذا دليل على مدى اعتناء أجدادنا العظام بألواح الطين . اما نحن فلم نرث من أجدادنا سوى الطين الذي أصبح يملأ حياتنا ويلطخها في كل مكان فالكثير من بيوتنا ما زالت تبنى من الطين وشوارع مددنا الكبيرة فرشت بشتى أنواع الطين فهناك الطين الأحمر والطين الأبيض والطين الأسود الممزوج بمخلفات المنازل من المياه الثقيلة . نعم إن لنا لقصة حزينة مع الطين ففي وقت أصبحت مدن العالم تعيش أعلى مراتب التطور والعمران بشتى أشكاله وفنونه وفي وقت أصبحت مدن العالم تسمى بالمدن الكونكريتية فان مدنا تعيش في زحمة الوحل وعتمة الطين ولم يصلنا من مصطلح المدن الكونكريتية سوى الحواجز والمصدات الكونكريتية وإغراضها معروفة وليس لها علاقة لا بالعمران ولا بالتطور الحضاري. نعيش في حلم أن نسير في شوارع لا نغرق فيها بمستنقع من الطين او أن نرى السماء تمطر فنشعر بفرح ما بعده فرح لأننا نعرف بأننا لن نضطر للرقود في بيوتنا بسبب انغمار الطرق بالوحل والطين، ونعيش في حلم أن لا نرى منزلا يأوي عائلة عراقية مبني من الطين او من الصفيح . تساورنا أحلام كثيرة أن نرى بلاد وادي الرافدين بلاد الحضارة والتاريخ تصبح أجمل وأنظف بلاد العالم وان لا نترك طرقنا وشوارعنا وبيوتنا تغط  بالوحل والطين  فنحن أبناء بلاد الرافدين ولسنا أبناء بلاد الطين.


بقلم / باسم الزبيدي