عناوين الاخبار من المواقع الالكترونية الاخبارية

عناوين الاخبار من المواقع الالكترونية الاخبارية
اخراخبار محافظة ديالى

الأربعاء، أغسطس 25، 2010

أحلام وردية



 
بعد أشهر طويلة من المداولات والمشاحنات والألفاظ اللغوية المنمقة وغير المنمقة والمصطلحات السياسية الغريبة تشكلت الحكومة العراقية حيث اتفقت الكتل السياسية العراقية على تشكيل الحكومة من قبل الكتل الفائزة وحسب الاستحقاق الانتخابي وعبر جميع رؤساء الكتل عن ارتياحهم لهذا الاتفاق الذي سيضع أساس قوي و متين للديمقراطية في العراق حيث أن أصوات الناخبين هي التي حددت شكل الحكومة وليس مصالح الكتل والأحزاب السياسية .
إن الكتل السياسية في العراق باتفاقها هذا تثبت للعالم وخاصة للمشككين بنجاح التجربة الديمقراطية في العراق بأنها أحزاب تمثل الشعب العراقي وهي المعبر عن إرادة هذا الشعب و هي لا تخشى على مصالحها الخاصة والضيقة وما يهمها هي مصلحة العراق وشعب العراق.
.....كان هذا حلما ورديا لطالما حلمت به وحلم به الكثير من العراقيين. والمشكلة إن هذا الحلم خيالي لان المعروف عن الأحلام الوردية بأنها أحلام خيالية يصطنعها الإنسان للخروج من واقع مؤلم او من مشكلة ويضع فيها حلول مريحة وذات مردود ايجابي لكنها اذا ما أصدمت مع الواقع فإنها ليست اكثر من أحلام تقع على النقيض من الواقع.
خوفنا بان تكون أحلامنا وردية غير قابلة للتحقيق وخوفنا بان تستمر مشاكل الكتل السياسية وعدم اكتراثها إلا بمصالحها الخاصة . هذا الأمر اذا ما استمر فان العراقيين سيدمنون على الأحلام الوردية وهم ليسوا ببعيدين عنها لانهم بعد سقوط نظام صدام حلموا بهذه الأحلام كثيرا والتي انقلبت إلى واقع مر ودامي ومليء بالمآسي .خوفنا بان تنقلب أحلامنا الوردية في تشكيل حكومة وطنية وحسب الاستحقاق الانتخابي وبعيدا عن المزايدات والمصالح الضيقة  إلى أحلام سوداء وكوابيس وتتلاشى في فضاء المصالح الفئوية الضيقة للكتل السياسية وان يضرب بالحائط خيار العراقيين الانتخابي وان تصبح الديمقراطية الوليدة في العراق ديمقراطية مشوهة  بسبب طمع الكتل السياسية وعدم اكتراثها بالشعب العراقي تلك الكتل التي لم تتفق لحد الان وبعد كل تلك الأشهر على حل حقيقي وواقعي يمكنهم من تشكيل حكومة وهو الأمر الغريب الذي قد يؤدي في النهاية إلى كارثة حقيقية وكابوس يؤرق حال العراقيين .فكم ستحتاج كتلنا السياسية من الوقت  حتى تتمكن من الاتفاق وهل ستتفق في النهاية؟.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق